الثلاثاء، 25 ديسمبر 2018

كم أشتهي

أبيات عن قصيدة

(( كم أشتهي ))


كم أشتهي إني أضمك،
 ضاحكاً، أو باكياً، أو خائفاً 
 ذا لا يهم 
 ما دمت متحداً معك كالطفل تدمع عينه، 
ولسانه يمتص حلواء 
 وأدس أنفي فوق نحرك لأشم عمري
 خوفاً من الغول، الذي يدعونه بالذاكرة 
 تطفو عليها حادثات، أبتغي نسيانها.
   كم أشتهي،
 إني بلا ماض، وليس هناك غد
 لأعيش يومي وحده، يومي فقط 
 كم أشتهي 
النسيان يغسل خاطري، حتى العظام
 وأود لو جمعت في كيس، أغاني بلدتي 
 ورنين ضحكات الطفولة بالسرير 
 والوشوشات لفلة عند المساء
 حتى تكون لها وسادة مني 
هدية في عيد ميلاد البراعم، 
عيدها لأرى الزمان، 
يلوك إصبعه بثغره في دهشة منها،
 يكفكف من لعابه
 وأراه مأخوذاً بمرآها،
 فاسخر بالزمان وأشد أنفه
 وأقول في هزأ له: 
 كفكف لعابك، يا زمان
 فحدودها خلف الزمان
***********
من قصيدة (كم أشتهي) 
للشاعر الطرابلسي/ علي صدقي عبد القادر

سلم على ذاك الحبيب .. للمنشد حسن عريبي


فقرة رائعة من نوبة مألوف ناح الحمام

((سلم على ذاك الحبيب))

(نزلة من مقام محير)


***********

السبت، 10 فبراير 2018

المناضل فاضل المسعودي في ذمة الله

صديقي وزميلي
 الأستاذ المناضل فاضل المسعودي 
في ذمة الله 


 ببالغ الحزن والأسى تلقيت الأن، خبر وفاة صديقي الوفي والدائم، المناضل الأب الأستاذ فاضل المسعودي.
 والله إن القلب اكثر من العين يدمى وينحب، ويكاد يندب فراقه عنا. 
السيد المجاهد الأستاذ فاضل المسعودي، هو الرجل الإنسان الأكثر وميضاً ولمعانا من الكم المعارض الليبي، في خارج 
الوطن وايضا في داخله، فقد كان له مواقف لا تخفى ولا تبهت، لكل الأنظمة التي عاصرها وعاش قمعها وسلوك ونهج ظلمها.
 لقد عرفت الأستاذ فاضل المسعودي بمواقفه النضالية الكفاحية المشرفة، منذ ان كنت بداخل الوطن، وبعد مدة قصيرة من تواجدي خارج الوطن تواصلت معه هاتفياً. فوجدت فيه الرجل الآدمي الوطني المخلص والوفي لوطنه، مُذ رشده وإدراكه لكل ما يجري حوله، فقد مد وإمتد كفاحه الذي انطلق من قلمه، حتى زُرع في قلب كل مخلص للوطن فترسخ به وثبت. 
دام تواصلي معه هاتفيا لمدة قصيرة، التقيت به بعد فترة وجيزة في لندن. 
كان ذلك اللقاء الاول به، ملئ بنفحات عشق الوطن، والعمل الدَؤُوبٌ لأجله. وقف بجانبي في أشد محنتي، عندما الجميع وقف ضدي، ولَم ترحمني إساءات اللانظام السابق، ولا معارضة الخارج، التي تذبذبت في مواقفها معي وجانبي. 
ولكنه كان لي بعد الله وأسرتي الصغيرة في الغربة خير ظهر وأفضل سند. 
فلم يعتبرني مجرد إبنة له او أخت صغرى فحسب، بل نظر إليّ بأعينه الوقورة المبجلة، التي راى وكان يرى بها كل سيدات ليبيا.
 راى فيّ ليبيا الوطن، ليبيا الأم والأخت، ليبيا النسب، ليبيا القلب، ليبيا الحسب، ليبيا أهل الصفوة النجب.
 كلماته التي كانت حكم نفيسة لشخصي، لم ولن تتنحى عن مسامعي ما حييت، كلماته التي كانت وهج بريق في عيني، لم ولن تتنحى عن ناظري ما عشت، كلماته التي كانت نبراسا مضيئا لإرشادي، لم ولن تتنحى عن عقلي ما دمت. 
حقا إن الكلمات لأجل تأبينه، لا يمكن ان أختزلها في بضع أسطر أو حتى كتاب، وإن حاولت فلن تمنحني عمق وأعظم وأرفع الكلمات، الموجودة في كل قواميسنا، بان أوفيه حق قدره، وحجم مكانته، واحترامي وتقديري له، وإجلالي وتعظيمي لهذه الشخصية الوطنية الفريدة والفذة.
 رحمك الله سيدي الأَغَرّ، النبيل، الشريف، المبجل، الوقور، المهيب، المحتد الأصيل، الاثيل، الكريم، الفاضل الأستاذ فاضل. 

ولن اقول وداعا لك، بل سأقول إلى اللقاء في جنات الخلد إن شاءالله 
نام في طمأنينة وسلام 

 المخلصة في حياتك وبعد فقدانك
 ليلى أحمد الهوني